يروى
أن أحد الملوك كان حريصاُ على تعليم إبنه وولي عهده حرفة يدوية إلى جانب
تعليمه قوانين وفنون الإمارة والملك والفروسية، فاختار الأمير أن يتعلم
صناعة السجاجيد، وفي أحد الأيام وكان الأمير قد استلم الملك بعد أن توفي
والده قد خرج للصيد بمفرده، وشاءت الصدف أن يتعرض له جماعة من اللصوص وقطاع
الطرق، فأمسكوا به وسرقوا ما بحوزته من جواهر دون أن يعرفوا أنه الملك،
ولما خافوا من أن يشكوهم الى رجال الشرطة، أرادوا قتله والتخلص منه
ليرتاحوا من شره، ولما عرف مقصدهم عرض عليهم أن يبقوا على حياته، مقابل أن
يعمل لهم سجاجيد فاخرة يبيعونها ويعتاشون منها، فوافقوا على عرضه، وجلبوا
له المواد التي طلبها، وعمل لهم سجاجيد فاخرة، وكان يكتب على كل سجادة إسمه
والمكان الذي يحتجزه اللصوص فيه، وأخذ اللصوص السجاجيد ليبيعوها في
العاصمة، ورأى رجالات الدولة السجاجيد فعرفوا مكان الملك، وحرروه من أسره
بعد أن قضوا على اللصوص.