بأعوامه الـ12 يروي تحول عطلته إلى عذاب.....شذى حمّاد
كاتب الموضوع
رسالة
حسام الشيخ Admin
المساهمات : 134 تاريخ التسجيل : 15/12/2012
موضوع: بأعوامه الـ12 يروي تحول عطلته إلى عذاب.....شذى حمّاد الإثنين ديسمبر 24, 2012 8:45 pm
انهال ثلاثتهم بأجسادهم الضخمة عليه، قبل أن يبدأ أحمد عثمان (12)عاما بجمع الإجابات على الأسئلة التي طرحتها نفسه "لماذا كل هذا الضرب ؟ ماذا فعلت لأستحق العقاب؟".
سعادة أحمد لم تدم، واللعب والتنزه الذي خطط له منتهزا فرصة غيابه عن المدرسة لعمل بعض الفحوصات الطبية ستكون في أروقة المسكوبية وعلى طاولة المحقق وتحت رحمة وحدة المستعربين المتناوبين على ضربه، "توقفت السيارة وبدأ راكبوها بشتمي بالألفاظ البذيئة ثم سحبوني داخله، وانهالوا علي بالضرب، حتى وصلنا مركز الشرطة"يروي أحمد من قرية العيسوية شرق القدس لـ"هُنا القدس" .
مسك أحمد ببداية الخيط، وجمع في ذهنه ما كان يسمعه عن اختطاف المستعربين للأطفال، وأصبح على يقين الآن أن فصل الضرب والتعذيب لم يتوقف بعد، وبات واضحا له أن الآتي هو الأعظم وأن التحمل هو الحل.
"عليك الاعتراف على أصحابك ومن كانوا معك" قال أحد المستعربين في مصعد مركز شرطة الاحتلال،"لا أعلم على ماذا يجب أن أعترف وأنا لا أعرف أحدا ولن أعترف على أيا من أصدقائي "أجاب أحمد المقيد بقدميه ويديه ليكون ذلك ضوءا أخضر لصفعات ولكمات أخرى.
خوف وجوع وعطش، سيطر على أحمد الذي مشي مكبلا بصعوبة حتى نهاية الممر، وصل الغرفة المقصودة، وخوفه مضاعف،"اجلس هنا"، صرخ به مستعرب، ليسحب الكرسي ويبقي أحمد ملقا على الأرض، وعاجزا عن النهوض وسط قهقهات المستعربين وسخريتهم.
"ابنك أكبر عدو ومخرب" كلمات تلقفتها والدة أحمد من ضابط في شرطة الاحتلال فور رفعها سماعة الهاتف، "أخذت أصفع وجهي وقد انتابني خوف كبير، ابني صغير جدا همه اللعب كيف يقدر أن يكون أكبر مخرب لـ "إسرائيل""قالت والدة أحمد لـ"هُنا القدس" .
بعد ساعة من الزمن، سحب أحد الجنود أحمد بعنف من غرفة التحقيق، وأجلسه جانب فتية في الممر، ليبدأ الخوف بالتلاشي شيئا فشيئا، "لا تخف لن يؤذوك" قال أحد الفتية، "لست خائفا منهم"رد أحمد، ليدفع ثمن كلماته الواثقة البسيطة بهجوم آخر من مستعرب جره مرة أخرى ليقبع في غرفة مظلمة وحده، "لم أعد قادرا على التحمل أكثر، هزؤوني كثيرا وضيقوا القيود على قدمي ويدي، لم يدعوني أذهب إلى المرحاض ولم يسمحوا لي بشرب الماء".
المحقق يفرغ مزيدا من غضبه بضرب الطاولة عند كل إجابة من أحمد، مهدده بحبسه وقتا أطول إذا لم يسرع بالاعتراف، "أنت ألقيت الحجارة علينا"، رد أحمد، "والله كنت عند الطبيب، وأخذ عينة دم"، يتناول المحقق حجرا ويقول، "أنت ألقيت هذا الحجر"، يزداد أحمد توترا وخوفا "كنت أريد أن أبكي وأصرخ ولكن لا أريد أن أريهم دموعي وخوفي".
بسيارة شرطة الاحتلال، نقل أحمد ووالدته إلى محكمة الصلح "الإسرائيلية" الساعة الثالثة وبقيا حتى الساعة السادسة والنصف، وأخذ التفاؤل يتسرب إلى أحمد عندما شارفت فصول الضرب والتعذيب على الانتهاء، "لم أفكر سوى بالأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام، فأنا الآن فهمت الظروف التي يعيشها ولماذا أعلن إضرابه" .
وانتهى اليوم الذي كان مقدرا أن يكون يوم عطلة مليء باللعب واللهو، بحكم من محكمة الاحتلال، بحبس منزلي مدته خمسة أيام، وغرامة بقيمة خمسة آلاف شيقل، وكفالة بذات القيمة، ورضوض وعلامات على جسد أحمد، وتراكم لعدد كبير من الامتحانات والواجبات، حيث رفضت المدرسة التابعة لبلدية الاحتلال التواصل مع العائلة وتفهم وضعه.
بأعوامه الـ12 يروي تحول عطلته إلى عذاب.....شذى حمّاد