عائلة الحلبي المقدسية لم تضئ شجرة الميلاد هذا العيد، ولم تفتح هداياها ولم تقم باعداد الحلوى، وكيف لها ذلك، وثلاثة من أبنائها في سجون الاحتلال؟!
في سجن "نفحة" و"جلبوع" وبعيداً عن منزلهم الكائن في كفر عقب شمال مدينة القدس، ومنذ ثمانية أعوام مضت، يحتفل ناصر(22) عاماً، رامي (26) عاماً، ورائد (28) عاما، بالعيد مكتفين بتشاطر بعض الذكريات مع أنفسهم عسى أن تعوض ما سلبه الاحتلال منهم.
" يقولون عيد، لكني لا أراه يوماً يختلف عن الأيام المؤلمة التي تمُر"، تقول أم رائد الحلبي في حديثها لـ هُنا القدس" أبتسم في وجوه الزائرين وفراق أبنائي يحرق قلبي".
منذ العام (2004) اختطف الاحتلال باقتحاماته المتكررة اضواء شجرة الميلاد التي لم تزل مطفأة حتى الأن، ومنذ ذلك الحين قررت ام رائد أن تشعل الأمل بداخلها بدلًا عن الأضواء، وهي تنتظر ابنائها الثلاثة "في حزيران المقبل سيتحرر رائد، أما رامي فحكم حديثا وسيبقى عاما آخر في سجون الاحتلال، وناصر ينتظر الحكم".
تشيرُ أم رائد إلى ابنها نائل الذي تحرر قبل سبعة أشهر بعد قضائه (14) شهرا في سجن عسقلان، " اعتقل مرتين، وكانت المرة الاولى وهو في الـ (17) من عمره، وحرم من تكملة دراسته الجامعية، والأن يحاول استكمال دراسته".
ومن سجن جلبوع إلى سجن نفحة، تقضي أم رائد معظم أيامها في زيارة أبنائها متحملة ما يرافقها من إذلال ومشقة، "أشعر بالإهانة والذل من معاملة جنود الاحتلال، وعلى الرغم من سلبهم أبنائي إلا أنهم يزيدون من التضييق علي".
ابنها الأخر رامي، يُكمل اليوم (26/12) عامه الـ (26) داخل سجون الاحتلال، "عيد أخر لابن آخر في سجون الاحتلال، ولا أستطيع مشاركته بإطفاء شمعته"، وتضيف "الاحتلال اعتقل أبنائي ليذلهم ويدمر مستقبلهم، ولكن السجن مدرسة وأنا أثق أنهم أقوياء وسيخرجون بدروس تجعلهم يتخطون الصعاب".
وتتذكر أم رائد إحدى الأعياد التي حيث كان كل أبنائها في المنزل،" كانت فرحتي لا تضاهى بذلك العيد، وقال لي أحد الزائرين فرحتك اليوم لا توصف بتجمع أبنائك حولك مرة أخرى"، مضيفة،" تضايقت كثيرا من ذلك القول لأني أعلم أن عشرات العائلات تحتفل بالعيد واحد أبنائها في السجن بعيدا عنها".
كل ما تتمناه أم رائد أن تقضي العيد القادم برفقة أبنائها الأربعة، وهي ليست سوى أمنية انسانية بسيطة كما تقول،"لعلني في العيد القادم أجد من يعايدني ويقول لي صباح الخير يا أمي، هذا كل ما أتمناه".